|0.0| ربع سكّان الهند أذكياء جدّا, أي أكثر من سكان أمريكا مجتمعين, يا هيك الأمم يا بلا |0.0|

بسم الله الرّحمن الرّحيم

السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

نعم
كما قرأتم في العنوان, ف25% من سكّان الهند متحصّلون على مستويات متقدّمة
جدّا من اختبارات الذّكاء المعروفة عالميّا بال IQ اختصارا لIntelligent
Quizzes , و هذا حسب احصائيّات وزارة العمل الأمريكيّة سنة2004 , و هذا ما
يعادل عدد سكّان أمريكا, قاصيها و دانيها... و يزيد, بمعنى آخر - حسب ما
صرّحت به الوزارة - هذا ما يعني أنّ الهند تملك أرمادة من الأطفال
النّوابغ أكبر من عدد أطفال أمريكا كاملين.

فقد صرّحت الوزارة بأنّ
العشر مناصب الأكثر طلبا في 2010 لم تكُن تُعرف أبدا في 2004 !!! فهم بصدد
تدريب الطّلاب على أعمال ليست موجودة اليوم, و تدريبهم على تكنولوجيا لم
تُخترع بعد !! لحلّ مشاكل و اشكاليات لم نُصادفها أبدا, في سياق آخر
فطلاّب اليوم سيكون لهم ما بين ال 10 الى ال 14 منصب عمل ببلوغهم سنّ 38
سنة (بمعنى 14 في 1 ) , بمعنى آخر أنّ عامل من بين 4 - في ذلك الوقت - لن
يبق أكثر من سنة مع ال3 الآخرين.

في سياق اللّغة, فعدد كلمات
الإنجليزية اليوم هو حوالي 540000 كلمة, أي 5 أضعاف ما كانت عليه أيّام
شكسبير, للفائدة فالصّين ستُصبح في أقلّ من 10 سنوات البلد النّاطق بلغة
شكسبير رقم 1 .

.........

إذن !!! نحن اليوم أمام أممٍ
تتطوّر بشكل لا يُعقل, فقد قرأت منذ أيّام قليلة فقط في الجزيرة عن هجرة
عكسيّة للعقول من أمريكا للهند ؟؟ ياااااااااااااااااه أيُعقل هذا ؟
أمريكا من تملك جامعات هارفرد( Harvard ) و كاليفورنيا بمختلف مقاطعاتها و
يال( Yale ) و ساوث كارولينا( South Carolina ) و ستانفورد( Stanford ) و
غيرهنّ من امبراطوريّات العلم في زمننا هذا, و تملك مايكروسوفت( Microsoft
), و غوغل( Google ), اي بي ام ( IBM ), آبل( Apple ), و غيرهن من مماليك
التّكنولوجيا اليوم و و و....هذه أمريكا تهجُرُ منها العقول !!!

نعم
تهجر و الهند تُرحّب, بلد العلم و العلماء, يعود اليوم ليُعلن للعالم أنّ
قيادة العالم تُدرَكُ بالعلم لا بالسّلاح, و أنّ أُمَمَ العِلمِ تمرض و لا
تموت, و لمّا تكلّمتُ عن الصّين فالصّين عملاقٌ تعرفونه, عملاقٌ أخرج يده
ليلطِمَ بها من يُنافس, و من يُنافس ؟

ألا تزال مُحتارًا ممّا
قرأته في الأعلى, هل أدركت أنّ ما تقوم به أمريكا هو للمحافظة على نوابغها
و العضّ عليهم بالنّواجذ, فأمريكا أمام مفترق طرق و هذا كلام فَصل, إذا
كنت قد أخرجت ابتسامة سُخرٍ عند قراءتك لهذه [في سياق آخر فطلاّب اليوم
... سنّ 38 سنة], فأظنّ أنّك صامتٌ الآن, من حقّك أن تصمت, لأنّه إذا
تكلّم الكبار فعلى الصّغار الإحترام و الإصغاء بصمت, و من حقّ الكبار ألاّ
يُصغوا للصّغار لأنّ الكبير كبير, و الصّغير لم يبلُغ الحلم بعد.

و مادُمتُ أنا و أنتم صغارًا أمام هؤلاء - أظنّكم تعلمون لماذا ؟- فلنَصمُت.

أسئلة النّقاش:

1-
الهند, العائد من بعيد, لن أسألكم عمّا إذا كانت ستُنجز للعالم ما أنجزته
أمريكا, لأنّها ستُنسينا ال USA , و لن أسألك ماذا تتوقّع منها لأنّني قلت
أنّ الصّغير صغير و لا يعلم ما يجري بعقول الكبار, تُرى هل كانت هذه
القفزة محض صُدفَة أم سببها تعليم مُميّز أم أنّ الواد إذا مرّ من شعبة
فلابدّ أن يمرّ منها ثانية (أقصد واد "العلم")؟

2- عانت الهند من الإستعمار البريطانيّ كما عانى العرب, و لكنّها قامت و جلست على عرش العالم, فأين نحن يا عرب ؟

3-
نحن دائما ما نبرّر الخطأ, بل و تجدنا نبرّر المعصية, يا للعار ! أنرضى
لأنفسنا "أمّة الإسلام", أمّة "إقرأ" أن تكون في ... لا بل ألاّ تكون في
خريطة العلم و العلماء ؟ أم أنّ الأمر خارج عن سيطرة المسلمين, فالتّعليم
في يد الوزارات و الوزارات في يد فخامته و جلالته و سموّه, و هؤلاء همّهم
عرشهم لا أمّتهم ؟

4- هل سنشهد يوما تُفكّر فيه أنت و أنا واخواننا
بالهجرة الى الهند, نتعلّم الهنديّة, و ندرس بها و نعمل و لا نعود الى
أوطاننا بالسّنين ؟

5- قد تقول في نفسك أنّني "حاقد" على هذه
الأمّة, أو أنّني آيسٌ من نهضتها, لا والله, فأمّة القرآن ستغلب و تعلو
راية الإسلام فوق الرّايات, لكن لي سؤال: أترضى لنفسك أن تأتي يوم القيامة
و تلقى شفيعنا و حبيبنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم, يسألك ما قدّمت لهذه
الأمّة؟ فبالله عليك بماذا ستُجيب يومئذ ؟ ماذا ينقصنا لنكون مثلهم ؟

لن
أُجهدكم كثيرا, و لن أقطع حبل الوِصال بين أمانيّكم و بينكم, لأنّ من
المسلمين من أرادت أمريكا هذه أن تقتلهم مجاعة في بدايات التسعينيّات, نعم
مجاعة, فاستمسكوا بالعروة الوُثقى الّتي لا انفصام لها, ليكونوا اليوم
النّمور الآسيويّة, هم سكّان ماليزيا و أندونيسيا و مسلمي تلك المنطقة,
ماليزيا اليوم البلد الوحيد الّذي لم يتضرّر من أزمة 2008 , لأنّه الوحيد
الّذي يُطبّق الإسلام بجميع أحكامه في جميع ميادين الحياة, لماذا ؟
لأنّ.........
هكذا هم مسلمو ماليزيا عند صلاة الفجر.

إنّه الإسلام, إنّه الدّين الّذي جُعل في قلوب الفاتحين, في قلوب العلماء, في قلوب من رفعوا هذه الأمّة.

هذا و أترك لكم النّقاش.



تقبّلوا تحيّات أخوكم في الله

تقيّ الدّين

السّلام عليكم.